استثمر في موظفيك تستثمر في النجاح

كل مؤسسة وكل مجال عمل يولي اهتماماً لكيفية المحافظة على زبائنه وتوسيع قاعدة عملائه وتطوير خدماته ومنتجاته وتحقيق ربح متزايد بشكل تصاعدي، فيعمل المدراء وأصحاب المؤسسات على عقد الاجتماعات، ورسم الخطط المختلفة، وعقد المؤتمرات والبحث عن شركاء يساعدونهم لتحقيق نجاح أكبر متناسين أهم شريك ينبغي عليهم المحافظة عليه والاهتمام به؛ ألا وهو الموظف.

ويمكنك أن تلاحظ أن معظم الشركات وخصوصاً في دول العالم الثالث عندما تواجه مشكلات صعبة تسارع إلى طرد بعض الموظفين ظنَّاً منها أن تقليل عدد العاملين سيمكنها من التعافي من تلك الأزمات التي تمرُّ بها. صحيح أن ذلك قد يعود على الشركة ببعض المكاسب لفترة قصيرة، لكنها ستكتشف بعد حين أنها خسرت أعظم ثروة تمتلكها وهي الموظفون.

فعلى سبيل المثال وجد استطلاع أجراه مركز بيو للأبحاث في عام 2016 بأن 30% من الموظفين الأمريكيين يتعاملون مع وظائفهم باعتبارها وسيلة لجلب المال فقط، حيث أنهم لا يشعرون بالانتماء للكيان الاقتصادي الذي يعملون فيه ولا يحسُّون أنهم جزء من نجاح هذا المكان وأنهم العنصر الأهم بداخله .

وقد أكدت العديد من الدراسات أن نجاح الشركة في المحافظة على موظفيها وجعلهم مخلصين لها يعدُّ أهم استثمار، لأنه السبيل الأمثل الذي يمهّد الطريق لنمو وتطور مستمرين في مجال العمل، وتحقيق النجاح على المدى البعيد.

فعندما يشعر الموظف أنه ينتمي للشركة وأنه جزء عنصر مهم في الشركة، فإن ذلك سيجعله يهتم بعمله أكثر وسيزيد رغبته بتقديم أفضل ما عنده لتحسين جودة العمل وكفاءته، وسيدرك أن نجاحه من نجاح الشركة، ما سيدفعه لبذل مجهود أكبر لتحقيق الأهداف المرسومة.

ولا شك أن جميع رواد الأعمال وأصحاب المؤسسات المرموقة يعلمون جيداً أن الموظف السعيد هو الأكثر إنتاجاً، وأن نجاح الموظفين هو نجاح للشركة، ولذلك فعندما يتعلمون شيئاً جديداً أو يقومون بتجربة مشروع جديد أو الحصول على شهادة أعلى، فسيسهم كل هذا في تطوير إمكانياتهم ويمكنهم من أداء واجباتهم ومسؤولياتهم بصورة أفضل، ممَّا سيعود على المؤسسة بخير وفير ونجاح غير منقطع. فاستثمر في موظفيك تستثمر في النجاح.

منجزون

فريق العمل